فصل: الخطبة ببغداد لسليمان شاه ابن السلطان محمد وحروبه مع السلطان محمد بن محمد.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.استيلاء شمله على خوزستان.

قد ذكرنا من قبل شأن شملة وأنه من التركمان واسمه إيد غدي وأنه كان من أصحاب خاص بك التركماني وهرب يوم قتل السلطان محمد صاحبه خاص بك بعد أن حذره منه فلم يقبل ونجا من الواقعة فجمع جموعا وسار يريد خوزستان وصاحبها يومئذ ملك شاه ابن السلطان محمود بن محمد وبعث المقتفي عساكره لذلك فلقيهم شملة في رجب وهزمهم وأسر وجوههم ثم أطلقهم وبعث إلى الخليفة يعتذر فقبل عذره وسار إلى خوزستان فمكلها من يد ملك شاه ابن السلطان محمود.

.إشارة إلى بعض أخبار السلطان سنجر بخوزستان ومبدأ دولة بني خوارزم شاه.

كان السلطان سنجر من ولد السلطان ملك شاه لصلبه ولما استولى بركيارق بن ملك شاه على خوزستان سنة تسعين وأربعمائة من يد عمه أرسلان أرغون كما نذكر في أخبارهم عند تفردها مستوفى ولى عليها أخاه سنجر وولى على خوارزم محمد بن أنوش تكين من قبل الأمير داود حبشي بن أليوساق ثم لما ظهر السلطان محمد ونازع بركيارق وتعاقبا في الملك وكان سنجر شقيقا لمحمد فولاه على خراسان ولم يزل عليها ولما اختلف أولاد محمد من بعده كان عقيد أمرهم وصاحب شوراهم إذا خلف له ببغداد مقدما اسمه على اسم سلطان العراق منهم سنة ثم خرجت أمم الخطا من الترك من مفازة الصين وملكوا ما وراء النهر من يد الجابية ملوك تركستان سنة ست وثلاثين كما نذكر في أخبارهم وسار سنجر لمدافعتهم فهزموه فوهن لذلك فاستبد عليه خوارزم شاه بعض الشىء وكان الخلفاء لما ملكوا بلاد تركستان أزعجوا الغز عنها إلى خراسان وهم بقية السلجوقية هناك وأجاز السلجوقية لأول دولتهم إلى خراسان فملكوها وبقي هؤلاء الغز بنواحي تركستان فأجازوا أمام الخطا إلى خراسان وأقاموا السلطان بها حتى عتوا ونموا ثم كثر عيثهم وفسادهم وسار إليهم السلطان سنجر سنة ثمان وأربعين فهزموه واستولوا عليه وأسروا وملكوا بلاد خراسان وافترق أمراؤه على النواحي ثم ملكوه وهو أسير في أيديهم ذريعة لنهب البلاد واستولوا به على كثير منها وهرب من أيديهم سنة إحدى وخمسين ولم يقدر على مدافعتهم ثم توفي سنة اثنتين وخمسين وافترقت بلاد خراسان على أمرائه كما يذكر في أخبارهم ثم تغلب بنو خوارزم شاه عليها كلها وعلى أصبهان والري من ورائها وعلى أعمال غزنة من يد بني سبكتكين وشاركهم فيها النور بعض الشيعة وقام بنو خوارزم شاه مقام السلجوقية إلى أن انقرضت دولتهم على يد جنكزخان ملك التتر من أمم الترك في أوائل المائة السابعة كما يذكر ذلك كله في أخبار كل منهم عندما نفردها بالذكر إن شاء الله تعالى.

.الخطبة ببغداد لسليمان شاه ابن السلطان محمد وحروبه مع السلطان محمد بن محمد.

كان سليمان بن محمد عند عمه سنجر بخراسان منذ أعوام وقد جعله ولي عهده وخطب له بخراسان فلما غلب الغز على سنجر وأسروه تقدم سليمان شاه على العساكر ثم غلبتهم الغز فلحق بخورازم شاه فصاهره أولا بابنة أخيه ثم تنكر فسار إلى أصبهان فمنعه شحنتها من الدخول فسار إلى قاشان فبعث إليه السلطان محمد شاه بن محمود فقصد اللحف ونزل على السيد محسن وبعث إلى المقتفي ليستأذنه في القدوم وبعث زوجته وولده رهنا على الطاعة والمناصحة فأذن له وقدم في خف من العساكر ثلثمائة أو نحوها وأخرج الوزير عون الدين بن هبيرة ولده لتلقيه ومعه قاضي القضاة والنقباء ودخل وعلى رأسه الشمسية وخلع عليه ولما كان المحرم من سنة إحدى وخمسين حضر عند المقتفي بمحضر قاضي القضاة وأعيان العباسيين واستحلفه على الطاعة وأن لا يتعرض للعراق ثم خطب له ببغداد وبلقب أبيه السلطان محمد وبعث عسكرا نحو ثلاثة آلاف واستقدم داود صاحب الحلة فجعل له أمر الحجابة وسار نحو الجبل في ربيع وسار المقتفي إلى حلوان وسار إلى ملك شاه بن محمود أخي سليمان صاحب خوزستان فاستحلفه لسليمان شاه وجعله ولي عهده وأمدهما بالمال والأسلحة وساروا إلى همذان وأصبهان وجاءهم المذكر صاحب بلاد أران فكثر جمعهم وبلغ خبرهم السلطان محمد بن محمود فبعث إلى قطب الدين مودود بن زنكي صاحب الموصل ونائبه زين الدين ليستنجدهما فأجاباه وسار للقاء سليمان شاه وأصحابه فالتقوا في جمادى وانهزم سليمان شاه وافترقت عساكره وسار المذكر إلى بلاده وسار سليمان شاه إلى بغداد وسلك على شهرزور فاعترضه زين الدين علي كوجك نائب قطب الدين بالموصل وكان مقطع شهرزور الأمير بران من جهة زين الدين فاعترضاه وأخذاه أسيرا وحمل زين الدين إلى الموصل فحبسه بقلعتها وبعث إلى السلطان محمد بالخبر.